اعتلال الأعصاب هو تلف أو خلل وظيفي في عصب واحد أو أكثر من عصب. و التي تؤدي عادةً إلى الشعور بالتنميل والوخز وضعف العضلات والألم في المنطقة المصابة. و تبدأ الاعتلالات العصبية في اليدين والقدمين غالبًا ولكن يمكن أن تتأثر أجزاء أخرى من الجسم أيضًا.
ما الذي يسبب اعتلال الأعصاب؟
لا ينتج الاعتلال العصبي عن مرض واحد حيث يمكن للعديد من الحالات والأحداث التي تؤثر على الصحة في أن تسبب اعتلال ومن تلك الحالات:
مرض السكري:
يعتبر مرض السكري من الأسباب الرئيسية لاعتلال الأعصاب حيث يعاني حوالي 60٪ إلى 70٪ من مرضى السكري من اعتلال الأعصاب
الصدمة من مسببات اعتلال الأعصاب:
يمكن أن تؤدي الإصابات الناتجة عن السقوط أو حوادث السيارات أو الكسور أو الأنشطة الرياضية إلى اعتلال الأعصاب مما يؤدي ضغط الأعصاب بسبب الإجهاد المتكرر أو تضييق المساحة التي تمر من خلالها الأعصاب.
اضطرابات المناعة الذاتية:
يمكن أن تسبب اضطرابات المناعة الذاتية مثل متلازمة غيلان باريه و الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي و متلازمة سجوجرن واعتلال الأعصاب الالتهابي المزمن المزيل للميالين في اعتلال الأعصاب.
عدوى:
قد تسبب جدري الماء والهربس النطاقي وفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) والهربس والزهري ومرض لايم والجذام وفيروس غرب النيل وفيروس إبشتاين بار والتهاب الكبد الوبائي في اعتلال الأعصاب
حالات صحية أخرى:
يمكن أن ينتج الاعتلال العصبي عن اضطرابات الكلى ، واضطرابات الكبد ، وقصور الغدة الدرقية ، والأورام (المسببة للسرطان أو الحميدة) التي تضغط على الأعصاب أو تغزو حيزها ، والورم النخاعي ، والورم الليمفاوي ، والاعتلال الجامائي وحيد النسيلة.
الأدوية و المواد الكيميائية:
يمكن أن يتسبب بعض المضادات الحيوية وبعض الأدوية المضادة للنوبات وبعض أدوية فيروس نقص المناعة البشرية وغيرها في اعتلال الأعصاب. كما يمكن لبعض العلاجات ، بما في ذلك العلاج الكيميائي للسرطان والعلاج الإشعاعي في التسبب بتلف الأعصاب المحيطية و يمكن أن يؤثر التعرض للمواد السامة مثل المعادن الثقيلة (بما في ذلك الرصاص والزئبق) والمواد الكيميائية الصناعية ، وخاصة المذيبات ، على وظيفة الأعصاب.
اضطرابات الأوعية الدموية:
يمكن أن يحدث الاعتلال العصبي عندما ينخفض تدفق الدم إلى الذراعين والساقين أو يتباطأ بسبب الالتهاب أو جلطات الدم أو اضطرابات الأوعية الدموية الأخرى كما يؤدي انخفاض تدفق الدم إلى حرمان الخلايا العصبية من الأكسجين ، مما يتسبب في تلف الأعصاب أو موت الخلايا العصبية.
مستويات الفيتامينات غير الطبيعية وإدمان الكحول:
يجب الحفاظ على مستوى معين ومناسب من الفيتامينات E و B1 و B6 و B12 والنياسين بسبب أهميتها في مساعدة الأعصاب على تأدية وظيفتها كما أن إدمان الكحول المزمن يؤدي إلى عدم وجود نظام غذائي جيد والذي يؤدي بدوره الى حرمان الجسم من الثيامين والعناصر الغذائية الأساسية الأخرى اللازمة لوظيفة الأعصاب. و قد يكون الكحول أيضًا سامًا بشكل مباشر للأعصاب المحيطية.
الاضطرابات الوراثية:
يعتبر مرض شاركو ماري توث (CMT) من أكثر أنواع الاعتلال العصبي الوراثي شيوعًا حيث يسبب ضعفًا في عضلات القدم والساق ويمكن أن يؤثر أيضًا على عضلات اليدين كما يعد الداء النشواني العائلي ومرض فابري وحثل المادة البيضاء متبدل اللون أمثلة أخرى على الاضطرابات الوراثية التي يمكن أن تسبب اعتلال الأعصاب.
أسباب غير معروفة:
بعض حالات الاعتلال العصبي ليس لها سبب معروف.
ما هي أعراض اعتلال الأعصاب؟
تختلف أعراض الاعتلال العصبي باختلاف نوع وموقع الأعصاب المصابة كما يمكن أن تظهر الأعراض فجأة ، وهو ما يسمى الاعتلال العصبي الحاد ، أو تتطور ببطء بمرور الوقت ، وهو ما يسمى الاعتلال العصبي المزمن.
و تشمل العلامات والأعراض الشائعة لاعتلال الأعصاب ما يلي:
- وخز كالإبر أو شعور بالتنميل ، خصوصا في اليدين والقدمين وقد تمتد الى الذراعين والساقين.
- ألم حاد أو حارق أو خفقان أو طعن أو يشبه الألم الكهربائي.
- التغييرات في أنماط الإحساس كالإحساس بألم شديد ، خاصة في الليل. أو عدم القدرة على الشعور بالألم أو الضغط أو الحرارة أو اللمس.
- السقوط والتعثر و فقدان التوازن.
- فقدان القدرة على الشعور بالأشياء في القدمين او اليدين او الشعور الخاطئ.
- ضعف العضلات وصعوبة المشي أو تحريك الذراعين و القدمين.
- ارتعاش العضلات والتشنجات.
- الشلل و فقدان السيطرة على العضلات .
- انخفاض ضغط الدم أو معدل ضربات القلب غير الطبيعي ، مما يسبب الدوار عند الوقوف أو الإغماء أو الدوار.
- التعرق الشديد أو غير الكافي بالنسبة لدرجة الحرارة أو الدرجة أو المجهود.
- مشاكل في التبول والهضم كالغثيان و القيء والأمعاء كالإسهال والإمساك.
- مشاكل الوظيفة الجنسية.
- فقدان الوزن غير المقصود.
كيف يتم تشخيص اعتلال الأعصاب؟
يتم تشخيص اعتلال الأعصاب عن طريق التاريخ والفحص البدني:
يجري الطبيب أولاً فحصا بدنيا و يدون التاريخ الطبي للمريض و يراجع الأعراض و يطرح أسئلة بما في ذلك الأدوية الحالية والسابقة ، والتعرض للمواد السامة ومجال عمل المريض و عاداته والتاريخ العائلي لأمراض الجهاز العصبي و نوعية النظام الغذائي وتعاطي الكحول.
يتم تشخيص اعتلال الأعصاب عن طريق الفحص العصبي:
يتحقق الطبيب من ردود أفعال المريض وتنسيقه وتوازنه وقوة عضلاته وقدرته على الشعور بالأحاسيس (مثل اللمس الخفيف أو البرودة).
يتم تشخيص اعتلال الأعصاب عن طريق تحاليل الدم والتصوير:
قد يطلب الطبيب الخضوع لتحاليل الدم و التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) حيث يكشف الأول عن اختلال توازن الفيتامينات والمعادن ، واختلال توازن الكهارل ومشاكل الغدة الدرقية ، والمواد السامة ، والأجسام المضادة لبعض الفيروسات أو أمراض المناعة الذاتية و يكشف الثاني عن الأورام ، وانضغاط الأعصاب
الاختبارات الجينية:
قد يُطلب إجراء اختبار جيني إذا اشتبه الطبيب في أن حالة وراثية تسببت في اعتلال الأعصاب.
تقييم التشخيص الكهربي (EDX):
قد يحتاج المريض الى تشخيص أخصائي الأعصاب و الخضوع الى اختبار EDX لمعرفة موقع ودرجة تلف الأعصاب و يتضمن EDX اختبارين:
دراسة التوصيل العصبي (NCS):
توضع اثناء الاختبار أقطاب كهربائية على الجلد فوق الأعصاب والعضلات في أجزاء مختلفة من الجسم على الذراعين والساقين ثم يتم إطلاق نبضة كهربائية قصيرة فوق العصب المراد دراسته و يقيس الاختبار حجم الاستجابة ومدى سرعة نقل العصب للإشارة الكهربائية كما يمكن دراسة كل من الأعصاب الحركية والحسية بهذه الطريقة.
تخطيط كهربية العضل بالإبرة (EMG):
يمكن أن يحدد مخطط كهربية العضل صحة العضلات ، ويحدد ما إذا كان هناك أي انفصال بين العصب والعضلة عن طريق قياس النشاط الكهربائي داخل العضلة أثناء استخدامها. حيث يتم إدخال قطب كهربائي بإبرة رفيعة جدًا عبر الجلد إلى العضلات ثم تُستخدم العضلة في حركة محددة ويتم تسجيل النشاط الكهربائي للعضلة على رسم بياني يسمى مخطط كهربية العضل.
خزعات الأنسجة:
يلزم في بعض الحالات أخذ خزعة من العصب أو العضلات أو الجلد لتأكيد التشخيص. حيث تؤخذ عينة صغيرة من أنسجة المريض لفحصها تحت المجهر.
اختبارات أخرى:
تشمل الاختبارات الأخرى اختبارًا لقياس قدرة الجسم على التعرق واختبارات أخرى للتحقق من حساسية الحواس مثل اللمس و الحرارة و البرودة و الألم و الاهتزاز.
[elementor-template id=”23066″]
إقرأ أيضا…
