إن كسر رأس الكعبرة هو كسر يحدث في الجزء القريب من الكوع في عظمة الكعبرة. إن هذه الإصابة هي أكثر إصابات مفصل الكوع شيوعًا عند البالغين.
يحدث الكسر عند الوقوع على اليد والذراع مبسوطة أو منثنية قليلًا. نادرًا ما يحدث كسر في رأس الكعبرة بالوقوع على الكوع أو ارتطامه بشكل مباشر.
قد يسبب كسر رأس الكعبرة:
- كسور بسيطة
- كسر منزاحة
- كسور مضاعفة (مفتَّتة)
- كسور رأس الكعبرة سيئة الالتحام.
في حالة الكسور المعقدة، يجب على طبيب العظام توقع وجود إصابة في الأربطة أو المحفظة المفصلية. هذا بدوره له تأثير كبير على العناية الطبية وعملية الشفاء.
الأعراض الدالة على كسر رأس الكعبرة هو ألم الكوع والتورُّم الخارجي. وفي العادة تصبح حركة الكوع محدودة أيضًا.
إن رأس الكعبرة جزء مهم من مفصل الكوع. فدوران رأس الكعبرة حول محوره الطولي يسمح لنا بتحريك الساعد للداخل والخارج.
خطر الألم المزمن
يجب الأخذ في الحسبان أثناء العلاج نوع الكسر وإصابات الأربطة المصاحبة، لتجنب أي مضاعفات وقتية أو مستقبلية بسبب عدم الشفاء الجيد. يمكن للكسور التي لم تشفى بشكل جيد أن تسبب تقييدًا دائمًا في الحركة وعدم استقرار الكوع. من العواقب الممكنة لذلك: تيبُّس الكوع، والبلى المبكر للمفصل (الفُصال العظمي لمفصل الكوع) أو حتى التنخّر العظمي (موت الخلايا العظمية في رأس الكعبرة).
لذلك يجب على الدوام علاج كسر رأس الكعبرة من قبل طبيب الكوع المتخصص لمنع أي مضاعفات ثانوية خطيرة. سَيُسر طبيب الكوع المتخصص في مستشفى ريهابتورك من رؤيتك وستسعده مساعدتك.
لماذا ينكسر رأس الكعبرة؟
ديناميكية الحادث الأكثر شيوعًا والمتسببة في كسر رأس الكعبرة هو الوقوع والذراع مبسوطة أو منثنية قليلًا أثناء محاولة الشخص الإرتكاز باستخدام اليد أثناء الوقوع. حيث يكون الساعد مستديرًا للداخل أثناء حدوث ذلك.
يؤدي هذا إلى تولّد قوة لحظية وكبيرة ومرورها خلال اليد والذراع الممدودة وصولًا إلى مفصل الكوع. أثناء حدوث ذلك، ترتطم رأس الكعبرة بالطرف الصلب لعظمة العضد وتنكسر. حيث يعتبر سبب الكسر في هذه الحالة هو تأثير قوى غير مباشرة.
كلما زاد انبساط الذراع أثناء السقوط، كلما كانت نسبة الإصابة بكسر رأس الكعبرة أكبر. يمكن ملاحظة حدوث الكسر في كافة الشرائح العمرية، ولكن متوسط السن هو ٤٠ عامًا. نسبة إصابة الرجال والنساء متساوية. وبشكل خاص، يتعرض الأشخاص الذين يمارسون الرياضة إلى الإصابة بكسر رأس الكعبرة بشكل أكبر.
ما هي الأعراض؟
- ألم ضاغط في عظمة رأس الكعبرة المصابة
- ألم على السطح الخارجي للكوع متشعِّب لليد
- الإحمرار والتورُّم وحدوث كدمة للكوع
- حركة محدودة ومؤلمة في مفصل الكوع، بشكل خاص عند تدوير الساعد أو بسطه
عند الضغط على رأس الكعبرة المصاب يكون هناك بألم موضعي بالغ. يصبح تدوير الساعد للداخل والخارج وأيضًا ثني أو بسط الكوع مؤلم للغاية. إن صاحب الكسر تورُّم ووجود كدمة حول الكوع، قد تكون هذه علامة على إصابة الأربطة أو المحفظة المفصلية.
عادة ما يتسبب الكسر في ارتشاح الدم إلى داخل المفصل، والذي بدروه يحد من حركة الكوع بشكل أكبر. إذا كان موضع كسر الكاحل منزاحًا (خلع)، فإن حركة المفصل قد تتوقف بشكل كامل. وبالمثل، قد يتسبب الوقوع في حدوث تلف في العظمتين الأخرتين لهذا المفصل (الزند والعضد).
مع أن حدوث إصابات العصب نادرة، حتى في الإصابات الأكثر حدة. فإن إصابة العصب الكعبري (العصب الشعاعي)، تؤدي إلى حدوث تنمُّل في اليد. إضافة إلى حدوث ضعف في آلية عمل اليد.
الإصابات المصاحبة
تقريبًا، يكون كل واحد من ثلاثة مصابين بكسر رأس الكعبرة مصابًا أيضًا بإصابات في الأربطة أو البنية العظمية.
- الإصابة الأكثر شيوعًا هي إصابة الرباط الجانبي الوحشي ، والذي يدعم المحفظة المفصلية للكوع.
- قد تصاب الأربطة الجانبية الأخرى، والرباط الحلقي والمحفظة المفصلية للمفصل.
- المحفظة المفصلية الصلبة والليفية التي تربط بين عظمة الزند والكعبرة بطول هاتين العظمتين قد تنقطع هي الأخرى.
- قد تنكسر العظام الرسغية أثناء السقوط أيضًا.
كما إن كسر رأس الكعبرة ليس إصابة للعظام فحسب، عادة ما تكون هناك إصابات مصاحبة. والتي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار أثناء الفحص الأولي وما يليه من علاج.
كيف ينكسر رأس الكعبرة؟
طبقًا لتصنيف “ماسون” ، فإن كسر رأس الكعبرة ينقسم إلى أربع أنواع من الكسور. كما يأخذ التصنيف بعين الاعتبار عدد الشظايا العظمية المتكونة من الكسر ومدى انزياحها (بعدها عن موضعها الطبيعي). تساعد هذه المعايير الأطباء في تحديد مدى فداحة الإصابة.
ما هي المضاعفات المتأخرة الممكنة لكسر رأس الكعبرة؟
يحمل تأخر العلاج أو العلاج غير الكامل لكسر رأس الكعبرة خطر حدوث المضاعفات المتأخرة، والتي ستؤثر بشكل كبير على النشاط اليومي للمريض وجودة حياته.
المضاعفات المتأخرة لكسر رأس الكعبرة:
- محدودية الحركة: ترجع أهمية رأس الكعبرة بشكل خاص إلى القيام بحركة الساعد الخاصة بكبّ اليد (اتجاه راحة اليد لأسفل) أو بسطها لأعلى. لذلك سوف تؤدي الكسور سيئة الالتحام إلى حدوث خطوات في المفصل (تتطلب الحركة الواحدة للمفصل عدة خطوات) وبالتالي منع حركة المفصل بطريقة سليمة. قد تنحصر شظايا العظم أو الغضروف داخل الحيز المفصلي مما يعني صد حركة دوران الساعد للداخل والخارج.
- تجمُّد الكوع: تقوم الأنسجة زائدة النمو والندوب الناتجة عن عملية الشفاء وتكثّف المحفظة المفصلية بإضعاف آلية عمل الكوع. وحتى إيقاف حركة المفصل كليًا في موضع ثابت لبعض الوقت باستخدام جبيرة أو بعد الجراحة هي عوامل خطر لاستمرار العجز.
- عدم الاستقرار المزمن في مفصل الكوع: ينتج عن الشفاء غير الكامل للأربطة والأوتار عدم استقرار المفصل. بعض أنواع الالتهاب اللقمي المزمن (كوع لاعب التنس) يكون سببها عدم استقرار الأربطة بسبب إصابات سابقة.
- الفُصال العظمي للكوع: ينتج عن الكسور سيئة الالتحام لرأس الكعبرة زيادة في معدل بلى غضروف مفصل الكوع. يقود ذلك إلى البلى المبكر في المفصل (الفُصال العظمي)، عادة بعد سنوات قليلة فقط من حدوث الكسر.
- الموت البطئ لرأس الكعبرة بسبب أمراض تدفق الدم: قد تسبب الكسور المضاعفة بشكل خاص تلفًا في الأوعية الدموية المغذية للخلايا العظمية مما يؤدي إلى الموت البطئ للعظام (تنخر رأس الكعبرة).
- الإصابة بتلف نتيجة لإصابات مصاحبة غير مكتشفة: عادة لا يتم اكتشاف حدوث تلف في العضد والزند أو معصم مكسور.
العلاج: كيف يمكن للطبيب المتخصص علاج كسر رأس الكعبرة؟
كما تضمن خبرتنا الممتدة عبر سنوات طويلة في علاج هذه الإصابات علاجًا مصممًا تبعًا لمتطلباتك الخاصة. أثناء سير العلاج، لذلك نأخذ بعين الاعتبار احتياجات آلية عمل الذراع الخاصة بالمريض، وأيضًا طريقة حدوث الإصابة وذلك يتضمن أي إصابات مصاحبة. وبالتالي توقعات سير العلاج المحافظ أو العملية الجراحية. يقدم طبيب العظام و المفاصل المتخصص في مستشفى ريهابتورك النصيحة المثلى أثناء التخطيط لسير العلاج.
جراحة كسر رأس الكعبرة
تتطلب الكسور المضاعفة (المفتَّتة) أو الكسور المنزاحة أو سيئة الالتحام القيام بعملية جراحية. ويتماثل مدى الجراحة مع مدى الكسر أو الانزياح. يمكن لطبيب العظام أن يعيد محاذاة الكسر سيئ الالتحام إلى وضعه الطبيعي بالجراحة.
١. إعادة ترميم كسر رأس الكعبرة بالشرائح والمسامير
يتم العلاج النموذجي للكسر المحتوي على شظايا منزاحة بأكثر من ٢ ملم (النوع ٢ من الكسور طبقًا لـ”ماسون”) باستخدام مسامير أو شرائح صغيرة. كما هذه العملية يطلق عليها بالإنجليزية اسم osteosynthesis أي تثبيت ومراكبة العظم ويمكن القيام بها باستخدام الجراحة طفيفة التوغل.
كما يعاد محاذاة شظايا العظم المنزاحة لموضعها الأصلي وتثبيتها يمنع هذا حدوث خطوات في السطح المفصلي (تتطلب الحركة الواحدة للمفصل عدة خطوات). لا يتطلب ذلك بالضرورة إزالة المسامير والشرائح لاحقًا. كما يمكن معالجة إصابات الأربطة المصاحبة أثناء الجراحة أيضًا.
٢. إعادة ترميم رأس الكعبرة باستخدام شرائح ثابتة الزاوية
كما يمكن أيضًا علاج الكسور المركبة مع شظايا متعددة وخلع مصاحب للمفصل بطريقة تثبيت ومراكبة العظم المكسور لإنقاذ الرأس. في هذه الحالة، يتم استخدام شرائح ثابتة الزاوية خاصة برأس الكعبرة لإعادة وضع الشظايا المفردة في مكانها الأصلي وتثبيتها.
٣. كسر في رأس الكعبرة غير قابل للإصلاح: استخدام عضو اصطناعي بديل لرأس الكعبرة.
إذا تهشم رأس الكعبرة إلى العديد من الشظايا الصغيرة، لا تعود جراحة إعادة الترميم خيارًا بعد الآن. نفكر في هذه الحالة باستخدام رأس كعبرة اصطناعي بديل.
لذلك إن تركيب عضو اصطناعي بديل لرأس الكعبرة هو تحدٍ كبير. يجب أن يتطابق قطر العضو الاصطناعي البديل مع عظمة رأس الكعبرة الأصلية، ولا يجب أن ينتأ العضو الاصطناعي البديل كثيرًا عن منطقة المفصل في عظمة الزند. يطلق على حدوث ذلك الاحتشاء overstuffing ويجب تجنبه بكافة الوسائل. هذا ضروري لمنع الألم المصحوب بمحدودية الحركة وزيادة بلى الغضروف داخل مفصل الكوع.
إن كانت الأربطة الداخلية مستقرة، يمكن أيضًا إزالة رأس الكعبرة من دون زراعة عضو اصطناعي بديل. سيقوم الجسم بتكوين بديل غضروفي ندبي لعنق الكعبرة. إن القيام بإعادة القطع الكعبري هو حل استثنائي.
الأسئلة الشائعة
[elementor-template id=”23066″]