تظهر وتتطور الاضطرابات السلوكية عادة في مرحلة الطفولة أو المراهقة حيث تظهر على هيئة أنماط مستمرة من العدوانية والتحدي والاضطرابات المختلفة. تسبب هذه الاضطرابات مشكلات في المدرسة أو في العمل وتؤثر بشكل كبير على العلاقات الاجتماعية. قد يتطور الوضع لدى الأطفال ليصابوا بالاضطراب الشخصية أو الاكتئاب أو اضطراب ثنائي القطب كما يحدث للبالغين.
عادة ما يتم تشخيص هذه الاضطرابات في مرحلة الطفولة المبكرة للعلاج، ولكن إذا تركت بدون علاج، فقد يؤثر ذلك على علاقات الشخص عند البلوغ، ويصبح من الصعب عليه أن يحافظ على علاقات صحية أو وظيفة منتظمة.
ما هي أنواع الاضطرابات السلوكية؟
يُمكن تصنيف الاضطرابات السلوكية إلى عدة أصناف، وهذه الأصناف تشمل ما يلي:
- اضطرابات القلق
- اضطرابات السلوك الهدّامة
- الاضطرابات الانفصالية
- الاضطرابات العاطفية
- اضطرابات الارتقاء المنتشر
ما هي علامات الاضطراب السلوكي؟
تعد تصرفات الأشخاص المصابين بالاضطرابات السلوكية أو العاطفية متنوعة وتختلف حسب الفرد.
الأعراض العاطفية للاضطرابات السلوكية
وفقًا لتقرير من مستشفى بوسطن للأطفال، هناك بعض العلامات العاطفية للاضطرابات السلوكية وتشمل:
- الانزعاج أو التوتر بسهولة
- ظهور الغضب في كثير من الأحيان
- إلقاء اللوم على الآخرين
- رفض اتباع القواعد
- نوبات الغضب
- الإحباط
الأعراض الجسدية للاضطرابات السلوكية
بالاختلاف عن أنواع الأمراض الأخرى، يتسبب اضطراب السلوك بشكل رئيسي في أعراض عاطفية، بالإضافة إلى أعراض جسدية مثل الحمى، الطفح الجلدي، والصداع. وعلى الرغم من ذلك، في بعض الحالات، يعاني الأشخاص الذين يعانون من اضطراب السلوك من مشكلة إدمان المخدرات، والتي يمكن أن تتسبب بأعراض جسدية مثل حروق الأصابع، الرجفة، واحتقان العينين.
سمات الاضطرابات السلوكية والانفعالية
يتطلب الطفل الكثير من الوقت لتعلم السلوك الصحيح والاعتياد عليه، كما يحتاجون إلى دعم من العائلة والمعلمين. ومع ذلك، قد يتخلفون عن ذلك في بعض الأحيان، ولكن هذا لا يعني أن لديهم اضطرابات سلوكية. طالما أن هذا داخل حدود الطبيعة، ولا تظهر عليه علامات اضطراب سلوكي، مثل:
- استمرار الجنوح والمخالفة والعناد والغضب، حيث يظهر العداء والخبث في السلوكيات، مثل الصراخ المتواصل في الوجوه الأخرى وسحب شعرها.
- إن انتهاك القوانين العائلية والاجتماعية يعد تصرفاً غير طبيعي وغير مقبول.
- الاستجابة فقط على وفق التعليمات الدقيقة، مع عدم الالتفات إلى مشاعر الأشخاص الآخرين.
- عدم وجود أسباب جسدية أو عقلية أو حسية واضحة لتعثر الدراسة، مع عجز عن إقامة علاقات اجتماعية ثابتة.
- التواجد بشكل متسق وفترة طويلة مع ظهور مشاعر وسلوكيات وانفعالات غير مألوفة في الحالة الطبيعية.
- عدم التطور الاجتماعي، ورفض التوجيهات، والمقاومة المستمرة مع الغضب السريع والحساسية المفرطة، والشعور بالغيرة.
- يتم توضيح بعض المشاكل والأعراض الجسدية المشوشة مثل مشاكل النطق، بالإضافة إلى القلق الناجم عن الدراسة أو الأمور الشخصية والمشاكل المتعلقة.
- يقوم الشخص بتظاهر المرض للابتعاد عن التجمعات العائلية، أو الأحداث الاجتماعية المختلفة، أو للتظاهر بعدم الاهتمام والضحك الشديد في بعض الأحيان.
أسباب الإضطرابات السلوكية
الأسباب البيولوجية
- عادةً ما يظهر الاضطراب السلوكي لدى الأطفال بسبب العوامل الوراثية.
- شذوذ الكروموسومات الوراثية.
- الاضطرابات بوظيفة الدماغ.
الأسباب الاجتماعية
- يتعرض الطفل إلى تعامل قاسٍ بالعقاب الجسدي من قبل والديه.
- خلال سنوات الطفولة الأولى، يشعر الطفل بالحاجة إلى تطوير رابط عاطفي مع شخص بالغ وعاقل.
- عدم توجيه الآباء لأبنائهم إلى الأهمية التي يوجد في احترام القواعد والقوانين.
- ترك الوالدين أعمالهما وعدم توفير الرعاية والإشراف الكافي للأبناء.
- عندما يتعرض الطفل لإيذاء أو تعنيف جسدي، يصبح عرضة بشكل أكبر للإصابة بالأمراض النفسية والجسدية، ويزداد احتمال إصابته بالعنف.
- يتعرض الصغير باستمرار للعنف، مما يتسبب في تكوينه لنفسه بشكل مستمر، فيشعر بأن العنف هو وسيلة للتعبير عن الاهتمام.
- غالباً، يعاني الأطفال في حياتهم من نقص قدوة صالحة.
الأسباب النفسية
- تتسبب تشوهات في العلاقة بين الأم والطفل في إعاقة نمو الضمير وتكوين القيم.
- الرغبة الغير مدركة في العقاب، مصاحبة للشعور بالذنب.
- الإحساس بالعديد من العواطف السلبية المعيقة والمحبطة، والتي تعبّر عن رفض داخلي.
- يلاحظ انخفاض واضح في مستوى الذكاء مقارنة بالإخوة والأقران، ويمكن أيضًا أن ينتج الذكاء العالي عن الاضطرابات السلوكية، خاصة عند تجاهل الأخطاء بسبب ذكائه.
- في غياب الأب أو السيطرة الكاملة من الأم في التربية، خاصة في الطبقات الاجتماعية المرتفعة، تقوم الأم بتأدية الدور الرئيسي في تربية الأطفال وتقديم الحب والرعاية في آن واحد.
- الرغبة في إظهار الرجولة من خلال انتهاك السلوك الصالح الذي يعتبر غير واعٍ من الناحية العاطفية بأنه مرتبط بالأم التي تؤسس للتربية والتنشئة عند غياب الأب.
ما هي طرق علاج الاضطرابات السلوكية؟
يتفاوت أساليب علاج الاضطرابات السلوكية وفقًا لاحتياجات الطفل المصاب وعائلته، وأيضًا حسب شدة الاضطراب ونوعه، ومن بين طرق العلاج الممكنة:
- العلاج السلوكي المعرفي هو نوع من العلاج يتم اسمه بالعلاج من خلال الحديث، ويساعد في السيطرة على أعراض الاضطرابات السلوكية، ويتم تنفيذه من خلال حضور جلسات تدوم لمدة ساعة واحدة مع مختص يساعد المريض في التخلص من الأفكار السلبية التي يحملها، كما يوعيه بالمرض وحالته، وكيف يمكن له أن يتكيف مع حالته ويحسن من وضعه.
- تدريب الوالدين على كيفية التعامل مع الحالة يساعد في السيطرة على سلوكيات الأطفال وتعلُّم الأساليب الفعالة للتواصل معهم.
- الأدوية هذا النوع من العلاجات يساعد في إدارة الاضطرابات ويعزز التحكم في الأعراض والسيطرة على السلوكيات وتغييرها، لكنها ليست بديلاً عن العلاج الفعلي.
- العلاج النفسي يتساعد هذا النوع من العلاج على تحسين الحالة النفسية للمريض، سواء كان يعاني من الاكتئاب أو الإدمان. بالإضافة إلى ذلك، يشجع المريض على تجاوز العزلة وبناء صلات جديدة مع المرضى الآخرين.
- يتم استخدام البرامج الاجتماعية أو المدرسية لتعليم الأطفال والمراهقين كيفية التفاعل بشكل صحيح مع أقرانهم.
- تعزيز التوازن ووضع مشاركة عالية في مهارات التعلم قد يكون الدعم مفيدًا في تطوير أداء الأطفال المعوقين أو المعانين من صعوبات التعلم مع التركيز على الجوانب المدرسية.