يتم إجراء عملية استئصال القولون بالمنظار من خلال فتح شق صغير جداً في البطن يبلغ سمكه ما بين 5 إلى 10 مليمترات، ثم يدخل المنظار عبر هذا الشق لإجراء التعديلات اللازمة بشكل يتيح مراقبة دقيقة لعملية الاستئصال.
ما هو استئصال القولون
يستخدم الجراحون استئصال القولون للتعامل مع عدة أمراض تصيب القولون، مثل السرطان والأمراض الالتهابية والتهاب رتج القولون. يتم ذلك بإزالة جزء أو كلّ الأمعاء الغليظة التي تشكِّل القولون، وذلك بحسب نسبة تأثير المرض.
بشكل عام، يتم عادة ربط الأجزاء المتبقية من القولون مع بعضها بالأشرطة بعد إجراء عملية استئصال لبعض أجزائه، ويُشار إلى هذا الإجراء باسم “يمفاغرة القولون”. في حال كان هناك خسارة كبيرة للقولون، وتم استئصال جزء كبير منه، فإن الجرّاح قد يُقوِّم بفتح فتحة صغيرة في البطن تخرج من خلالها نهايةٌ من جزءٍ مُتَبَقِّيٍّ من القولون، ويطلق على هذا التدخُّل “فاْغْرَ القولون”.
أسباب سرطان القولون والمستقيم
لا يزال هناك غموض حول العوامل المسببة لسرطان القولون والمستقيم، ولكن هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى إصابته، بما في ذلك:
- تناول كميات كبيرة من اللحوم الحمراء والمصنعة ضار بصحتنا، ويجب الابتعاد عن الاعتماد عليها في نظام غذائي دائم.
- يوجد نمو زوائد لحمية داخل الأمعاء الغليظة، وتحدث عادة في الأشخاص الذين تجاوزوا سن الخمسين، وإذا لم يتم إزالتها فإنها يمكن أن تتحول إلى أورام سرطانية في جدار الأمعاء، وتفشى إلى أجزاء مختلفة من الجسم.
- تشير السجلات العائلية إلى أن نسبة إصابة الأفراد بسرطان القولون والمستقيم تتزايد في حال احتوت عائلاتهم على مصابين سابقين بهذا المرض.
- يمكن لأولئك الذين كانوا يعانون من أورام سرطانية سابقًا أن يتعرضوا لخطر الإصابة بالسرطان نفسه مرة أخرى.
- تعتبر إصابة الأفراد بالتهابات القولون التقرحي من الأسباب المؤدية للإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
بغض النظر عن الجوانب المذكورة، لا يعني وجود أي منها أو جميعها إصابة الشخص بسرطان القولون والمستقيم؛ حيث أنه ليس من المؤكد أن تلك العوامل هي الأسباب المباشرة للإصابة بالمرض.
أنواع عملية استئصال القولون
تختلف اختيارات نوع الجراحة المناسبة حسب نوع المرض وحالة صحّة المريض. يمكن القيام بعملية استئصال القولون بطريقتين مختلفتين.
- تعتبر الجراحة التقليدية أو المفتوحة هي الطريقة التي تتطلب عمل شق طويل أسفل مركز البطن، وعادة ما تستغرق فترة استشفاء أطول في المستشفى، لكنها ليس دائمًا كذلك.
- يتم في جراحة القولون بالمنظار تنفيذ عدة قطوعات صغيرة في مناطق مختلفة من جدار البطن، بهدف الوصول إلى التجويف البطني وأخذ عيّنات من أجل إزالة القولون بطريقة مشابهة للجراحة المفتوحة. وبشكل عام، فإن فترات الألم والانتعاش والإقامة في المستشفى تكون أقصر بكثير.
ما أنواع عمليات استئصال القولون؟
تختلف طرق استئصال القولون وتعتمد على الحجم المراد استئصاله، فتشمل التقنيات الآتية:
- استئصال القولون بشكل كُلي، وهذا النوع من العمليات يتضمَّن إزالة القولون كُليًّا.
- تتمثل الطريقة الثانية في إجراء عملية استئصال جزئي للقولون، ويتم ذلك عن طريق إزالة جزء معين منه فقط.
- يمكن إجراء استئصال لنصف القولون، وتتم هذه العملية بين اثني خيارات، إما إزالة الجزء الأيمن من القولون أو إزالة الجزء الأيسر منه.
- إجراء استئصال الجزء السُّفلي من القولون والمستقيم بحيث يتضمَّن إزالة المستقيم والقولون معا.
بعد خضوع المريض لجراحتي استئصال القولون والمستقيم، يحتاج إلى جراحات إعادة توصيل الأجزاء المتبقية من الجهاز الهضمي، وذلك لتمكين مرور الفضلات خارج الجسم بشكل سلس.
عملية استئصال القولون بالمنظار
- يتم إعطاء المريض التخدير الكامل في هذه الإجراء.
- يقوم الأطباء بفتح ثلاثة إلى خمسة فتحات في جدار البطن المتواجدة بجانب السرة.
- يقوم الأطباء بنفخ البطن باستخدام غاز ثاني أكسيد الكربون قبل إدخال المنظار.
- يدخل الأطباء المتخصصون في الجراحة المنظار (التلسكوب) داخل بطن المريض، ويمكن استعماله للاستشهاد برؤية داخل البطن بجودة عالية على شاشة 4K.
- يستعمل الطبيب المُداخل التي يُدخلها إلى بطن المريض لفصل القولون عن الأنسجة المحيطة به، ثم يُخَرِجها من خلال فتحةٍ صغيرة في بطن المريض ويراقبها من خارج جسده.
- يقوم الجرّاح بإعادة زرع الجزء المتبقي من القولون داخل الجسد مرة أخرى بعد إجراء جراحة استئصال القولون وإصلاحه.
يمكن أن يحدث تغيّر في الترتيب الجراحي لإزالة القولون باستخدام المنظار، إذا طلب حالة المريض تحويل العملية إلى جراحة مفتوحة. وبعد اكتمال العملية، يُعاد تصليح أجزاء الجهاز الهضمي معًا لتسهيل خروج الفضلات من خلال المسار الطبيعي.
يمكن للجراح أن يقوم بإجراء عملية تسمى فغر القولون، حيث يتم ربط الأمعاء الدقيقة أو القولون مع فتحة في منطقة البطن، وذلك لتسهيل خروج الفضلات منها.
يمكن للمريض ارتداء كيس لجمع البراز أو ربط الأمعاء الدقيقة بفتحة الشرج في حال تم استئصال القولون والمستقيم معًا، ولكن هذا سوف يؤدي إلى تشكل براز مائي يوميًا.
كيف يقوم المريض بالتحضير لعملية استئصال القولون بالمنظار؟
- يتم تنفيذ فحص سريري للمريض؛ لتحديد أية مشاكل صحية إضافية قد تؤثر عليه خلال عملية إزالة القولون.
- يجب على المرضى التوقف عن تناول أي أدوية تؤثر على خفض لزوجة الدم، حيث من الممكن حدوث نزف داخل غرفة العمليات والتي قد تعرض حياة المريض للخطر.
- التحضير لتطهير القولون من أي بقايا أو فضلات معوية.
- يتم إيقاف الأكل والشرب للمرضى المقرر إجراء استئصال القولون لديهم بعد منتصف الليل في اليوم السابق للعملية.
ما هي المدة اللازمة لإجراء جراحة استئصال القولون بالمنظار؟
تستغرق استئصال القولون بالمنظار عادة من ساعتين إلى أربع ساعات، ولكن يمكن أن تحتاج عملية استئصال سرطان القولون لفترة زمنية أطول، حسب حالة المصاب ومدى تطور سرطانه وكفاءة الجراح.
الخاتمة
يعتبر سرطان القولون المرض الثالث الأكثر شيوعًا بين الذكور والثاني بين الإناث. ومن أهم علاماتها هو التغير في خصائص حركة الأمعاء تسبب الإمساك أو الإسهال، وظهور اضطرابات وآلام في منطقة البطن، وفقدان لحجم وزن ملاحظ، وفقر دم حاد يتضح مع نزول دم من فتحة المستقيم أو مع التبرز.
تتألف مراحل سرطان القولون من خمس مراحل، بدءًا من المرحلة الصفر والمرحلة الأولى والثانية والثالثة والرابعة. يشمل علاج سرطان القولون جراحيًا وإشعاعيًا وكيميائيًا.
تتميز نسبة الشفاء من سرطان القولون بالارتفاع، حيث تصل إلى ما يقرب من ٨٠-٩٠٪. ويرتبط نجاح عملية إزالة سرطان القولون بتصنيفه وكذلك خبرة الجراح.
يتطور الورم الحميد ببطء ولا ينتشر إلى جدار القولون ويمكن تأخير علاجه، في المقابل فإنَّ الورم السرطاني يحتل مساحات أكبر من جدار القولون ويجب علاجه سريعًا بعد التشخيص.