يوصف ألم العصب الخامس أحياناً بأنه أكثر الآلام التي عرفتها البشرية شدة. ويشمل الألم عادة الجزء السفلي من الوجه والفك، على الرغم من أنه يؤثر أحياناً على المنطقة المحيطة بالأنف وفوق العين. وينتج هذا الألم الشديد الذي يشبه الصدمة الكهربائية عن التهاب العصب الخامس، وعادة ما يقتصر على جانب واحد من الوجه.
يمكن أن يحدث الألم لسبب بسيط مثل تنظيف الأسنان، أو الأكل، أو الريح. وقد تبدأ النوبات خفيفة وقصيرة، ولكن إذا لم يتم علاج التهاب العصب الخامس، فيمكن أن يتفاقم الألم تدريجياً. وعلى الرغم من أنه لا يوجد علاج نهائي للعصب الخامس في الغالب، إلا أن هناك علاجات متاحة للتخفيف من الألم الموهن.
وسنتناول في هذا المقال علاج ألم العصب الخامس بالطرق الطبيعية، والدوائية، وبالجراحة.
أعراض ألم العصب الخامس
قد تشمل أعراض ألم العصب الخامس واحدًا أو أكثر من هذه الأعراض:
- نوبات من الألم الشديد، أو الناري، أو الوخز الذي قد يشبه الصدمة الكهربائية.
- النوبات العفوية من الألم أو الهجمات الناجمة عن أشياء، مثل: لمس الوجه، أو المضغ، أو التحدث، أو تنظيف الأسنان.
- نوبات ألم تستمر من بضع ثوان إلى عدة دقائق.
- نوبات من عدة نوبات تستمر أيامًا، أو أسابيع، أو شهورًا، أو أكثر، حيث يمر بعض الأشخاص بفترات لا يعانون فيها من الألم.
- الألم المستمر والشعور بالحرقان الذي قد يحدث قبل أن يتطور إلى ألم يشبه التشنج لألم العصب الثلاثي التوائم.
- ألم في المناطق التي يغذيها العصب ثلاثي التوائم، بما في ذلك الخد، والفك، والأسنان، واللثة، والشفتين، أو في كثير من الأحيان في العين والجبهة.
- الألم يصيب جانبًا واحدًا من الوجه في كل مرة، على الرغم من أنه نادرًا ما يؤثر على جانبي الوجه.
- الألم يتركز في بقعة واحدة أو ينتشر في نمط أوسع.
- النوبات تصبح أكثر تكرارًا وشدة بمرور الوقت.
تشخيص ألم العصب الخامس
تشمل أبرز طرق التشخيص ما يأتي:
1. الفحص الجسدي
يمكن للطبيب تشخيص حالة المريض من خلال السؤال عمّا يأتي:
- طبيعة الألم: حيث يكون الألم المرتبط بألم العصب الخامس مفاجئًا وشبيهًا بالصدمة وقصيرًا.
- موقع الألم: حيث أن إصابة أجزاء وجهك المتأثرة بالألم ستنبه طبيبك بأن العصب ثلاثي التوائم مصابًا.
- محفزات الألم: حيث عادةً يحدث الألم المرتبط بالألم العصبي الخامس عن طريق التحفيز الخفيف للخدين، مثل: تناول الطعام، أو التحدث، أو حتى مواجهة نسيم بارد.
2. إجراء فحص عصبي
يمكن أن يساعد لمس وفحص أجزاء من وجهك الطبيب على تحديد مكان حدوث الألم بالضبط، وإذا بدا أنك تعاني من ألم العصب الخامس يمكن أن تساعد اختبارات الانعكاس أيضًا طبيبك في تحديد ما إذا كانت الأعراض ناتجة عن عصب مضغوط أو حالة أخرى.
3. التصوير بالرنين المغناطيسي
قد يطلب طبيبك إجراء فحص بالرنين المغناطيسي لرأسك لتحديد ما إذا كان التصلب المتعدد أو الورم يسبب ألم العصب الثلاثي التوائم، وفي بعض الحالات قد يحقن طبيبك صبغة في وعاء دموي لعرض الشرايين والأوردة وتشخيص تدفق الدم.
علاج العصب الخامس بالاعشاب والطرق الطبيعية
توجد العديد من الطرق الطبيعية التي يمكن تجربتها بعد استشارة الطبيب، والتي قد تساعد في تخفيف اعراض التهاب العصب الخامس. وتشمل هذه الطرق:
- الوخز بالإبر: وهو تقليد صيني يستخدم إبراً رفيعة جداً لموازنة تدفق الطاقة في الجسم.
- العلاج بالروائح: وهو استخدام الزيوت النباتية مثل النعناع والخزامى وما إلى ذلك للمساعدة في الشفاء.
- التأمل.
- اليوغا.
- الارتجاع البيولوجي : وهو تعلم كيفية التحكم في الجسم لتقليل الألم.
- المعالجة اليدوية .
أما بالنسبة لعلاج العصب الخامس بالاعشاب، فهناك بعض الأبحاث الجارية حول هذا الموضوع، إلا أن نتائجها غير نهائية أو مؤكدة بعد.
علاج العصب الخامس بالحجامة
اختبرت العديد من التجارب تأثيرات الحجامة على الألم، بما في ذلك علاج اعراض العصب الخامس، وقد كانت النتائج من جميع التجارب إيجابية؛ حيث تشير البيانات إلى فعالية الحجامة مقارنة بالعلاج التقليدي. وقد تم اقتراح التأثيرات الإيجابية أيضاً للحجامة الرطبة كعامل مساعد للعلاج بالأدوية مقارنة بالأدوية وحدها. ولم تسجل أي من التجارب التي تمت مراجعتها حدوث آثار جانبية شديدة.
وقد كانت إحدى هذه التجارب دراسة أجريت في الصين على 45 شخصاً، تم فيها تجربة الحجامة الرطبة لمدة 15 دقيقة مرة في اليوم لمدة 6 أيام، ثم مرة كل يومين لثلاث جلسات على 30 شخصاً منهم. وتم إعطاء البقية، وعددهم 15 شخصاً، الأدوية التقليدية المستخدمة في علاج العصب الخامس. وكان النتيجة استجابة بمقدار 95% في المجموعة الأولى، مقارنة ب 45% في المجموعة الثانية.
علاج العصب الخامس بالادوية
تعتبر الأدوية هي الخيار الرئيسي في علاج العصب الخامس، ولكنها قد تصبح أقل فعالية بمرور الوقت، كما ينطوي استخدام الأدوية أيضاً على خطر حدوث آثار جانبية غير مرغوب فيها.
وتشمل الخيارات الدوائية المستخدمة في علاج العصب الخامس ما يلي:
مضادات الاختلاج
لن تخفف المسكنات مثل الباراسيتامول من آلام العصب الخامس. لذلك، يصف الأطباء الأدوية المضادة للاختلاج لعلاج العصب الخامس. وتستخدم هذه الأدوية عادة لمنع نوبات الصرع، ولكنها يمكن أيضاً أن تقلل أو تمنع إشارات الألم المرسلة إلى الدماغ عن طريق تهدئة النبضات العصبية.
وتشمل مضادات الاختلاج الأكثر شيوعاً في علاج العصب الخامس ما يلي:
- كاربامازيبين.
- الفينيتوين.
- جابابنتين.
- توبيراميت.
- حمض الفالبرويك.
- لاموتريجين.
وفي بعض الأحيان يفقد مضاد الاختلاج فعاليته بمرور الوقت. وإذا حدث هذا، فقد يقوم الطبيب بزيادة الجرعة أو التحويل إلى مضاد آخر للاختلاج.
الأدوية المضادة للتشنج
مثل دواء باكلوفين الذي يعتبر عامل مرخ للعضلات، ويمكن وصفه بمفرده أو مع مضادات الاختلاج.
حقن الكحول
حيث يقوم الطبيب بحقن الكحول في الجزء المؤلم من الوجه، ويعمل ذلك على تخدير المناطق المصابة من الوجه ويخفف الآلام بشكل مؤقت. وقد يحتاج المريض إما إلى مزيد من الحقن أو حل دائم في وقت لاحق.
حقن البوتكس
قد تكون حقن البوتوكس مفيدة عندما لا تفيد الأدوية الأخرى في علاج التهاب العصب الخامس، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث قبل أن يصف الأطباء هذا العلاج على نطاق واسع.
علاج العصب الخامس بالجراحة
يمكن أن تكون الجراحة خياراً فعالاً للأشخاص الذين لا يستجيبون للأدوية، أو لأولئك الذين يعانون من آثار جانبية خطيرة من الأدوية. ويهدف علاج العصب الخامس بالجراحة إلى:
- وقف الوريد أو الشريان من الضغط على العصب الخامس.
- إتلاف العصب الخامس بحيث تتوقف إشارات الألم غير المنضبط. وقد يؤدي تلف العصب إلى خدر مؤقت أو دائم في الوجه.
ويمكن للجراحة أن توفر الراحة، لكن الأعراض قد تعود بعد شهور أو سنوات. وتشمل الخيارات الجراحية لعلاج ألم العصب الخامس ما يلي:
- الجراحة الإشعاعية باستخدام سكين جاما: والتي تستخدم إشعاعاً يستهدف جذر العصب الخامس، مما يؤدي تدريجياً إلى تلف الأعصاب وتقليل الألم. وسيلاحظ المريض تحسناً بطيئاً في تخفيف الآلام على مدى عدة أسابيع.
- ضغط البالون (بالإنجليزية: Balloon Compression): حيث يقوم الأطباء بإدخال بالون فارغ في الفراغ بين العصب الخامس وقاعدة الجمجمة. وعندما يتم نفخ البالون، يؤدي ذلك إلى ضرر بالعصب ومنع الإشارات غير المنضبطة.
- حقنة الجلسرين: والتي يتم حقنها في السائل الشوكي المحيط بالعصب الخامس في قاعدة الجمجمة، هذا يضر بالعزل المحيط بالعصب مما يخفف الألم.
- الاستئصال بالترددات الراديوية: ويستخدم هذا الإجراء التيارات الكهربائية لتدمير ألياف عصبية محددة مرتبطة بالألم.
- تخفيف ضغط الأوعية الدموية الدقيقة : والذي يتضمن نقل أو إزالة الأوعية الدموية التي تضغط على جذر العصب الخامس.
- استئصال العصب: حيث يتم قطع العصب الخامس جزئياً لتخفيف الألم.
الوقاية من ألم العصب الخامس
تشمل أبرز طرق الوقاية ما يأتي:
- اغسل وجهك بالماء الدافئ أي ليس ساخنًا جدًا ولا باردًا جدًا.
- تناول الأطعمة اللينة.
- تناول الأطعمة التي تكون في درجة حرارة الغرفة دافئة أو باردة، لكن ليست ساخنة جدًا أو باردة جدًا.
- تجنب الأطعمة التي قد تؤدي إلى حدوث نوبات، مثل: الكافيين، والحمضيات.
- اشطف فمك بماء بدرجة حرارة الغرفة بعد الأكل
وختاماً، يجب على المريض المتابعة مع الطبيب بانتظام للحفاظ على نتائج علاج العصب الخامس. وعادة ما يطلب من المرضى زيارة العيادة كل بضعة أشهر في السنة التي تلي الجراحة. وخلال هذه الزيارات، يمكن تقييم تعافي المريض من الجراحة. وتضمن المتابعة الروتينية مع الطبيب أن الرعاية صحيحة وفعالة.
الأسئلة الشائعة
العلاج في تركيا:
يمكن أن يقدم الطاقم الطبي من فرق الجراحة والأطباء والمستشارين في ريهاب تورك أفضل خيارات العلاج والاستشارات المجانية – وذلك عبر سعيهم الدؤوب لمواكبة أحدث التقنيات والأساليب الطبية.
اقراء أيضا…..