يعتبر الوهن العضلي الوبيل مرضاً نادراً يصيب جهاز العضلات والأعصاب، ويتميز بالتعرض للإجهاد والضعف في العضلات التي تحكم حركة الجسم مثل عضلات الوجه والأطراف، بما في ذلك عضلات العين. يُصاب بهذا المرض أشخاص من جميع الأعمار، لكنَّ يحدث غالبًا في مرحلة الشباب.
ما هي أعراض الوهن العضلي الوبيل؟
يمكن أن يظهر المرض في أشكال متعددة، وأحيانًا يتفاقم من حالة طفيفة إلى حالة أصعب وأشد.
- تتعرض للتضرر فقط عضلات العينين المسؤولة عن حركة الجفون والعينين، وقد يتسبب ذلك في تدلي الجفون، وفي بعض الحالات رؤية مزدوجة أو تحدث لهما معًا.
- يتعرض أجزاء مختلفة من العضلات الإرادية للتلف والتدهور في حالة تفاقم المرض، ويصيب ذلك على سبيل المثال لا الحصر عضلات الوجه والنطق والمضغ والبلع والرقبة والأطراف. كما أن المشكلة قد تؤثر على عضلات التنفس بشدة، مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس حتى قد يحدث فشلا تنفسيا في الحالات الأقصى.
قد يعاني بعض المرضى، وخاصة الشباب، من ظهور ورم في الغدّة الزعتريّة (تيموس) الموجودة في مقدّمة القفص الصدري، والتي تساهم في تفاقم المرض. قد تختلف درجة هذه الأورام باختلاف حالات المرضى، وقد يكون بنية الورم سواءً كان خبيثًا أو حميدًا. في معظم الحالات، ينبغي أن نتذكّر بأن هذه الأورام محلية فقط دون انتشار لأجزاء أخرى من الجسم.
أنواع الوهن العضلي الوبيل
فيما يلي أنواع الوهن العضلي الشديد:
- الوهن العضلي الوبيل
- الوهن العضلي الشديد عند الأطفال
- الوهن العضلي الوبيل الخلقي
- الوهن العضلي الوليدي العابر
- الوهن العضلي الشديد المعمم
أسباب الوهن العضلي الوبيل
لا يزال السبب الدقيق لمرض الوهن العضلي الوبيل غير معروف حتى الآن، إلا أنه يعتقد أن هذا المرض يحدث بسبب عوامل وأسباب متعددة، من بينها:
- تهاجم الأجسام المضادة مستقبلات الناقل العصبي الأسيتيل كولين على العضلات الهيكلية، وبذلك يتم منع انقباضها بطريقة صحيحة. هذا يؤدي إلى ضعف وإجهاد العضلات.
- يُعتَقد بأن الغدة الزعترية تلعب دورًا أساسيًا في حدوث اضطراب المناعة الذاتية في حالات وهن العضلات والشلل الرائج.
- قد يتسبب استعمال بعض أنواع الأدوية أو إصابة المريض بعدوى فيروسية في تحفيز ظهور الأعراض لدى مَن يُصابون بالوهن العضلي.
يجب التنويه إلى أن العوامل الوراثية قد تؤدي أيضًا إلى الإصابة بمرض الوهن العضلي المبيل.
يمكن أن تساهم بعض الظروف في تفاقم علامات الضعف العضلي، وبينها:
- تشمل المواد الدوائية، كـ حاصرات بيتا وحاصرات قنوات الكالسيوم وبعض المضادات الحيوية والكينين.
- العدوى الفيروسية.
- الإجهاد والضغط النفسي.
- التعب أو الإعياء.
- ارتفاع درجة حرارة الجو.
يذكر أنه يمكن أن تظهر علامات التعب العضلي لدى الأطفال حديثي الولادة بسبب إصابة الأم بالمرض، حيث تتحول الأجسام المضادة من الأم إلى جسد طفلها. وعلى الرغم من ذلك، فإن هذه الأعراض تختفي غالبًا في غضون شهرين إلى ثلاثة أشهر.
كيف يمكن تشخيص الوهن العضلي الوبيل؟
وكما أشرنا سابقاً، تتمثل الأعراض الأولية بشكل عام في الضعف العضلي و/أو تدلي الجفون (وأحياناً ظهور أعراض رؤية مزدوجة). لذلك، حتى إن كانت هذه الأعراض مقتصرة على تدلّي الجفون، فمن المهم التحقق من سبب حدوثه والتأكد من عدم وجود المرض. فهذا يساعد في تجنب إجراء جراحات التجميل لشدّ جفون المصاب.
كيف يستطيع الأطباء التحقق إذا كان شخصٌ مُصابٌ بالوهن العضلي الوبيل؟
سيستفسر الدكتور عن علامات الشخص ويجري له فحص طبي.
إذا كان المريض ضعيفا، سوف يقوم الطبيب بفحص رد فعله على الإجراءات التي يمكن أن تحسّن وضع الضعف العضلي لديه. ومثلاً، إذا كان المريض يعاني من تدلي في جفونه، فسوف يقوم الطبيب بـ:
- وضع كيس الثلج على الجفن المتدلِّي لمعرفة ما إذا كان التبريد يحسِّن من عزم العضلات.
- يتم توجيه الطلب للمريض بالاستلقاء في ظلام تام، مع إغلاق العينين لفترة قصيرة، بهدف التأكد من أن الراحة ستؤدي إلى انخفاض ملحوظ في ارتفاع الجفن.
- يتم تحقيق تحسين في حالة الضعف العضلي والخمول عند المريض بواسطة إعطائه دواء ذو مدة فعالية قصيرة، وذلك لتقييم فاعلية الدواء.
إذا تأكد الطبيب من وجود الوهن العضلي، سيقوم بإجراء اختبارات إضافية كالتحاليل والفحص للتأكد.
- تخطيط كهربيَّة العضل
- تهدف الاختبارات الدموية إلى تحديد وجود أجسام مضادة للمستقبلات الموجودة في العضلات.
تشمل خطة الكهربية العضلية وضع إبرة صغيرة في الأعصاب، وتسجيل نشاط الكهرباء في العضلات. كما يتم تسجيل استجابة العضلات والأعصاب لصدمة كهربائية خفيفة. بشكل عادي يتم تنفيذ هذا في الذراع.
عند تشخيص إصابة بالوهن العضلي الوبيل، يقوم الطبيب بإجراء اختبارات تصوير مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب لمعرفة وجود أية مشكلات في الغدة الزعترية.
علاج الوهن العضلي الوبيل
لا يمكن الشفاء نهائيًا من مرض الوهن العضلي، وعلى الرغم من ذلك، قد تقلل بعض طرق العلاج من حدة الأعراض. لا بد من الحصول على قسط كافٍ من النوم والاسترخاء.
يشتمل العلاج الدوائي للضعف العضلي المرضى على مختلف الأدوية مثل:
- تعمل ادوية إستيل كولين إستريز على تحسين التواصل بين الأعصاب والعضلات وهي ذات فائدة في الحالات الخفيفة.
- تعمل المواد الستيرويدية، مثل البريدنيزولون، على تخفيض أعراض المرض وتثبيط نظام المناعة.
- تساهم المثبطات المناعية مثل الآزاثيوبرين في إنخفاض عدد الأجسام المضادة داخل الجسم، وذلك يعود بالفائدة على تحسين الأعراض.
- يمكن أن يتم إجراء عملية جراحية لإزالة الغدة الزعترية في حالة وجود ورم فيها.
- يمكن استعمال فصادة البلازما في الحالات الخطيرة التي تهدد حياة المريض، وذلك عن طريق فصل البلازما التي تحتوي على المضادات من دمه، واستبدالها بأخرى طبيعية.
- يُمَكِّن استخدام الجلوبيولين المناعي كمُعالَجةٍ مؤقتةٍ في عِلاج مَرض الوهن العضلي الوَبيل، حيْث تُحقَن أجسام مضادّة طبِيعية توقّف إنتاج جِهاز المُناعة لأجسام مضادّة بشكلٍ مؤقت.
الوقاية
من الصعب تجنب الوهن العضلي الوبيل. ومع ذلك ، يمكن للناس اتخاذ خطوات لوقف اندلاع الأعراض أو منع ظهور العواقب. وتشمل هذه ممارسة النظافة الجيدة لتجنب العدوى وعلاجها على وجه السرعة في حالة ظهورها. إنها لفكرة جيدة أن تتجنب الحرارة الشديدة والإجهاد المفرط. يمكن لإدارة الإجهاد الفعالة أيضًا أن تقلل من تواتر وشدة الأعراض.
