مرض السكري النوع الثاني: ما هي الأدوية الأفضل لي؟

إذا كنت تعاني من مرض السكري من النوع الثاني فأنت بالتأكيد لست وحدك. فهنالك واحد من كل 10 أشخاص يعاني من داء السكري في معظم البلدان.

وعلى الرغم من التقدم الكبير في علاج مرض السكري على مدار العشرين عامًا الماضية، فإن أقل من نصف المصابين بداء السكري يصلون بالفعل إلى المستوى المطلوب في سكر الدم.

وقد يرجع ذلك جزئيًا إلى بطء الأطباء في إجراء تغييرات على خطة العلاج حتى عندما لا يتم تحقيق أهداف علاج المريض.

وقد يكون أحد أسباب ذلك هو العدد الهائل من الأدوية المتاحة حاليًا.

ومع ذلك فإن الانتظار لفترة طويلة لتعديل العلاج لمرضى السكري من النوع 2 يمكن أن يكون له آثار سلبية طويلة الأمد على الجسم قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والكلى ومضاعفات أخرى.

ما هو مرض السكري من النوع الثاني؟

مرض السكري النوع الثاني: ما هي الأدوية الأفضل لي؟

داء السكري من النوع الثاني هو مرض مزمن تتعطل فيه قدرة الجسم على استخدام الجلوكوز أو السكر كوقود. تنتج أجسامنا هرمونًا يسمى الأنسولين. وهذا الهرمون يمكّن السكر في الطعام الذي نتناوله من الوصول إلى الخلايا واستخدامه كطاقة. تتأثر قدرة الأنسولين على أداء وظيفتها عند وجود مرض السكري من النوع الثاني. وبمرور الوقت ينتج الجسم فعليًا كمية أقل منه. وهذا يعني وجود كمية أقل من طاقة السكر في الخلايا وزيادة السكر الغير مستخدم في الدم. وقد يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم بمرور الوقت إلى تلف الأعضاء الحيوية مثل القلب والكلى والأعصاب والعينين.

وهنالك بعض عوامل الخطر التي تهيئ الأشخاص للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني مثل الوراثة والعمر. وهنالك عوامل أخرى متغيرة مثل زيادة الوزن أو السمنة.

لذلك يُعد فقدان 5٪ إلى 10٪ من الوزن الأساسي للفرد عن طريق الأكل الصحي

والنشاط البدني يُعد العنصر الأساسي لإدارة مرض السكري من النوع الثاني.

تعمل معظم أدوية السكري على خفض نسبة السكر في الدم بشكل فعال

إن هدف السكر في الدم لمعظم البالغين المصابين بداء السكري هو أن تكون A1C أقل من 7٪. (A1C  مقاس متوسط سكر الدم لدى الشخص على مدى ثلاثة أشهر تقريبًا.).  لا يكفي النظام الغذائي والتمارين الرياضية لدى الكثير من الأشخاص للوصول إلى هذا الهدف، وقد يلزم تناول دواء أو أكثر.

والعقار المجرب والمختبر هو الميتفورمين حيث تم استخدامه لعدة عقود في علاج مرض السكري من النوع 2، ويوصي به معظم الخبراء كعلاج من الدرجة الأولى، فهو ميسور التكلفة وآمن وفعال لدى معظم الناس.

عندما لا يتحكم الميتفورمين في نسبة السكر في الدم بشكل كافٍ يجب إضافة دواء آخر.

فيجب على الأطباء والمرضى في هذه المرحلة الاختيار من بين العديد من فئات الأدوية والعقاقير المتاحة لعلاج مرض السكري من النوع 2.

وبشكل عام فإن معظم أدوية السكري التي تضاف إلى الميتفورمين” بالنسبة للأشخاص المعرضين لخطر منخفض للإصابة بأمراض القلب أو ليس لديهم تاريخ من الإصابة بمرض الكلى السكري” تقلل هذه الأدوية لديهم من نسبة السكر في الدم بشكل فعال ويمكن أن تخفض A1C إلى أقل من 7٪.

إذن كيف يتم اختيار الدواء! فلكل لكل شخص مصاب بالسكري أهدافه واحتياجاته وتفضيلاته!

فمن المهم طرح بعض الأسئلة المهمة قبل اختيار الدواء مثل:

هل الهدف هو السكر الدم؟

هل هذا الدواء ميسور التكلفة؟

ما هي الأعراض الجانبية؟

هل هنالك أي أمراض قلب أو كلى؟

هل الدواء حبوب أم عبارة عن حقنة وكم مرة يتم تناولها؟

وبغض النظر عن العلاج الذي يتم اختياره، توصي معايير الرعاية العالمية بإعادة تقييم السيطرة على مرض السكري كل ثلاثة إلى ستة أشهر متبوعة بتعديلات على العلاج إذا لزم الأمر.

أحدث أدوية السكري: موازنة الفوائد والمخاطر

تم الإعلان في الآونة الأخيرة عن خيارات العلاج الأحدث لمرضى السكري من النوع 2  مثل (GLP-1) و مثبطات إس جي إل تي 2- 2 (SGLT2).

تعمل فئات الأدوية الجديدة هذه على خفض نسبة السكر في الدم ولديها أيضًا فوائد للقلب والأوعية الدموية والكلى.

و GLP-1 هي عقاقير تخفض نسبة السكر في الدم بعد تناول الطعام عن طريق مساعدة الأنسولين في الجسم على العمل بكفاءة أكبر.

يتم حقن جميع الأدوية في هذه المجموعة باستثناء دواء واحد تحت الجلد، إما يوميًا أو أسبوعيًا.

ثبت أن العديد منها مثل LIRAGLUTIDE (VICTOZA) و SEMAGLUTIDE (OZEMPIC) و DULAGLUTIDE (TRULICITY) ، تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بها  إضافة إلى  أولئك الذين يعانون من أمراض القلب الموجودة مسبقًا.

كما أنها تعزز فقدان الوزن. وقد يعاني بعض الأشخاص الذين يتناولون GLP-1 من آثار جانبية مثل الغثيان والقيء التهاب البنكرياس في حالات نادرة جدًا.

و تُعتبر مثبطات SGLT2 مثل EMPAGLIFLOZIN (JARDIANCE) و CANAGLIFLOZIN (INVOKANA) و DAPAGLIFLOZIN (FARXIGA) و ERTUGLIFLOZIN (STEGLATRO) فئة جديدة أيضًا من الأدوية التي تعمل عن طريق منع الكلى من إعادة امتصاص السكر مرة أخرى في الجسم.

كما أن لها أيضًا فوائد أخرى للقلب والأوعية الدموية خاصةً لدى أولئك الذين يعانون من قصور القلب، وقد ثبت أنها تبطئ من تطور مرض الكلى السكري.

تشمل الفوائد الأخرى

تشمل الفوائد الأخرى خفض ضغط الدم وتعزيز فقدان الوزن. قد يؤدي استخدام هذه الأدوية إلى زيادة خطر الإصابة العدوى الفطرية (المهبلية)عند النساء.

ومن النتائج النادرة والخطيرة لمثبطات SGLT2 هي الحماض الكيتوني السكري، وهو حالة طبية طارئة يمكن تجنبها بالتوقف عن تناول هذه الأدوية بالتشاور مع الطبيب قبل العمليات الجراحية الكبرى أو عند المرض أو الصوم.

ونظراً لأن أدوية السكري لا تقدم أكثر من مجرد تحسينات في نسبة السكر في الدم، إلا أنها تبقى باهظة الثمن ولا يمكن الحصول عليها من قبل العديد من الأفراد.

ومن هنا تُخلق ضرورة إجراء محادثة مفتوحة وصادقة مع الطبيب حول العلاج الأكثر أهمية وما يتوافق مع الأهداف والتفضيلات للمريض. ومرض السكري هو مرض معقد، ويحتاج فريقًا كاملاً لإدارته إضافة المريض كونه عضوًا رئيسيًا في هذا الفريق.

تواصل مع أطباء ريهابتورك لمزيد من المعلومات.

اقرأ أيضا :

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أوافق على سياسة الخصوصية