أورام الدماغ الدموية | العلاج والوقاية
يتم وصف أورام الدماغ الدموية كتجمعات للدم في تجويف الجمجمة. وتحدث هذه الحالة بسبب تمزق الأوعية الدموية داخل القحف، نتيجة لارتطام الرأس، وهذا هو السبب الأكثر شيوعًا. وقد يؤدي ذلك في بعض الأحيان إلى ضغط على أنسجة المخ.
قد تكون الحالة أيضًا نتيجة لاصطدام الرأس بشكل بسيط يتلاشى بمفرده، أو بسبب بعض العلاجات الدوائية. في حالات أخرى قد يكون الاحتشاء الدماغي غير محدود، وسيتعين في تلك الحالة إجراء جراحة لإزالة الأورام الدماغية.
ما أنواع أورام الدماغ الدموية؟
هناك أصناف متعددة من الورم الدموي الدماغي. وقد يحدث للمريض وجود أكثر من نوع من هذه الأورام في نفس الوقت، ويتوقف التشخيص على استخدام الفحوصات السريرية و الأشعة التصويرية. وفيما يلي تفصيلاً عن هذه الأنواع.
أورام الدماغ الدموية فوق الجافية
يحدث الورم الدموي فوق الجافية أو خارجها في المنطقة الموجودة بين الجمجمة وطبقات الأم الجافية، في حالة تدمير أو تمزق أحد الشرايين، وبالتالي يتدفق الدم مسبباً الورم، مما يؤدي للضغط على الأنسجة الدماغية. هذا النوع هو الأكثر إنتشاراً بين أنواع أورام الدماغ الدموية، وفي حالات شديدة قد يؤدي ذلك إلى الوفاة إذا لم يتم اللجوء للجراحة.
أورام الدماغ الدموية تحت الجافية
يقوم الأطباء بتصنيف الأورام الدموية التي تحدث تحت الجافية وفقًا لسرعة تطورها، وكمية النزيف الذي يحدث، ومدى الضرر الناتج عن النزيف. هناك أنواع مختلفة من الأورام الدموية تحت الجافية.
- الحد. تكون الأعراض حادة وتظهر على الفور بعد الإصابة بالرأس، وعادة في غضون دقائق إلى ساعات. يتزايد ضغط الدم في الدماغ بسرعة نتيجة تجمع الدم. في حالة عدم تشخيص الحالة وعلاجها بسرعة، قد تتعرض لفقدان الوعي أو الشلل أو حتى الموت.
- تحت الحد الأدنى: عادةً، تتجلى الأعراض بعد وقت يتراوح بين ساعات وأيام أو حتى أسابيع من وقوع إصابة في الرأس. وقد يحدث ورم دموي تحت الجافية تحت الحد الأدنى مع وجود ارتجاج.
- المزمن يحدث بشكل أكثر شيوعًا لدى كبار السن. يحدث النزيف ببطء وقد لا يظهر الأعراض لعدة أسابيع أو حتى أشهر. يمكن أن تسبب حتى الإصابات الرأسية البسيطة وجود ورم دموي مزمن تحت الجافية. نظرًا لتأخر ظهور الأعراض، قد لا يستطيع الشخص الأكبر سنًا تذكر كيف حدثت إصابة الرأس. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون التغييرات صغيرة جدًا وتحدث ببطء شديد بحيث لا يلاحظها الشخص الأكبر سنًا أو أصدقائه أو عائلته.
ما هي أعراض أورام الدماغ الدموية تحت الجافية؟
أن الورم الدموي تحت الجافية يعتبر نوعًا من إصابات الدماغ المؤلمة (TBI)، فهما يشتركان في العديد من العلامات والأعراض. يمكن أن تظهر علامات الورم الدموي تحت الجافية مباشرة بعد إصابة الرأس، أو قد تتطور مع مرور الوقت – من أسابيع إلى أشهر.
تشمل علامات وأعراض ورم الدم تحت الجافية ما يلي:
- الصداع الذي لا يختفي (عادةً ما يكون شديداً عند وجود ورم دموي حاد تحت الجافية).
- الإرتباك والنعاس.
- استفراغ و غثيان.
- تداخل الكلام وتغيرات في الرؤية.
- الدوخة، وفقدان التوازن، وصعوبة المشي.
- ضعف في جانب واحد من الجسم.
- فقدان الذاكرة والارتباك وتغيرات الشخصية هي مشكلات شائعة لدى كبار السن الذين يعانون من ورم الدم تحت الجافية المزمنة.
- يحدث تورم الرأس لدى الأطفال، حيث يمكن أن تكبر جماجمهم اللينة بسبب تجمع الدم.
مع تواصل النزيف وتزايد الضغط في الدماغ، قد يتفاقم الأعراض. تشمل هذه الأعراض في هذه المرحلة التالي:
- شلل.
- النوبات.
- مشاكل في التنفس.
- فقدان الوعي والغيبوبة.
تشخيص وعلاج أورام الدماغ الدموية
تعتبر تقنيات التصوير من أحسن الوسائل لتحديد موقع وحجم الورم الدموي. يشمل ذلك ما يأتي:
- فحص بالتصوير المقطعي المحوسب (CT).
- تشمل الفحوصات بالتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) .
وليست جميع الأورام الدموية تحتاج إلى إزالة بسبب صغر حجمها ولا تسبب ظهور علامات أو أعراض. ومع ذلك، بناءً على احتمالية ظهور العلامات والأعراض أو وقوع أضرار كبيرة خلال أيام أو أسابيع بعد الإصابة إذا لم يتم التدخل الجراحي، قد تطلب تتبع التغيرات العصبية لديك ومراقبة ضغط الجمجمة وإجراء فحص دوري بواسطة الأشعة المقطعية.
إذا كنت تتناول أدوية لمنع تجلط الدم، مثل الوارفارين، فقد تحتاج إلى العلاج الذي يقوم بعكس التأثيرات الجانبية لهذه الأدوية وتقليل خطر حدوث نزيف مستقبلي. وتتضمن الخيارات المتاحة لعكس تأثير أدوية منع تجلط الدم الاستخدام المراقب لفيتامين ك والبلازما المجمدة حديثًا. كما يتطلب علاج الانسداد في الأوعية الدموية إجراء جراحة عادة.
بعد الجراحة، قد يصف الطبيب أدوية مضادة للاختلاج لمدة تصل إلى عام للسيطرة على نوبات الصرع بعد إزالة ورم الدم. إذا استمرت النوبات المرضية، قد تحتاج إلى علاج مضاد للاختلاج. وبعض الأعراض التي قد تستمر لفترة بعد الجراحة تشمل:
- فقدان الذاكرة.
- صعوبات في الانتباه.
- القلق.
- مشكلات النوم.
- الصداع.
يمكن أن يستمر فترة الشفاء بعد التخلص من ورم الدم في الجمجمة وقد لا يكتمل تمامًا. إذا استمرت لديك مشاكل عصبية بعد العلاج، فقد تتطلب الحاجة إلى علاج وظيفي وفيزيائي.
ما هي علاجات أورام الدماغ الدموية تحت الجافية؟
يقوم مقدمو الرعاية الصحية بعلاج الأورام الدموية الكبيرة من خلال عملية جراحية لتخفيف الضغط. يتم ذلك من خلال حفر ثقوب في الجمجمة لتصريف الدم المتراكم. يقوم تصريف الدم بتخفيف الضغط الناتج عن احتباس الدم في الدماغ. إذا وجدت جلطات دم كبيرة أو كثيفة، فقد يكون هناك حاجة لإجراء عملية جراحية إضافية لإزالتها. عادة ما يتم الاحتفاظ بالمصرف في مكانه لعدة أيام بعد الجراحة للسماح للدم بالاستمرار في التصريف.
في بعض الأحيان، تسبب الأورام الدموية أعراضًا ضعيفة أو غير موجودة تمامًا وتكون صغيرة بما فيه الكفاية لعدم الحاجة للتدخل الجراحي. قد يكفي الراحة في السرير وتناول الأدوية والمتابعة فقط. يمكن أن يمتص الجسم كمية صغيرة من الدم مع مرور الوقت، وعادةً ما تستغرق بضعة أشهر. قد يطلب مقدمي الرعاية الصحية منك إجراء فحوصات تصوير دورية (مثل الرنين المغناطيسي) لمراقبة ورم الدم والتأكد من تعافيه.
كيف يمكن تجنب أورام الدماغ الدموية؟
على الرغم من أنه قد يكون من الصعب أن تمنع الإصابة بأورام الدماغ الدموية نتيجة لحادث، إلا أن بإمكانك تقليل الأخطار عن طريق:
- حماية رأسك: استخدم حزام السلامة وارتدي دائماً الخوذة عند قيادة الدراجة أو الدراجة النارية. إذا كنت تمارس رياضة قوية أو تحتاج الاحتكاك الجسدي، فارتدي الخوذة دائماً. استخدم معدات السلامة إذا كنت تعمل على ارتفاع أو في وظيفة تنطوي على خطر كبير لإصابة الرأس.
- بعد الإصابة بضربة في الرأس: في حالة تعرضك لارتجاج في المخ، قُم بالراحة وامنح دماغك الوقت اللازم للتعافي. سيُخبرك مقدم الرعاية الصحية الخاص بك بالمدة التي يحتاجها جسدك للتعافي قبل العودة لممارسة العمل أو الأنشطة السابقة. تذكر أن وجود تجمع للدم تحت الجافية المزمن قد لا يُظهِر أعراضاً لعدة أيام أو أسابيع أو حتى أشهر.
- تجنب المخاطر في منزلك، وخاصةً إذا كنت من كبار السن. اتخذ إجراءات للتخلص من السجاد وتأكد من تجنب الأسلاك الكهربائية في الطريق. قم بتثبيت درابزين على كل السلالم، وضع أضواء في السلالم والممرات والأماكن المظلمة. وضع الأثاث بشكل يتيح لك الاستمرار في المشي داخل منزلك. استعمل عصا أو مشاية إذا كنت تعاني من عدم الاستقرار في المشي.
- فحص رؤيتك بانتظام لمنع السقوط والحوادث.
- قدّم طلباً لمتخصص الرعاية الصحية أو الصيدلاني لإجراء فحص دوائي. بإمكان هؤلاء المتخصصين التأكد من آثار الأدوية المرتبطة بك وذلك للتأكد من عدم انتقال الدوخة أو فقدان التوازن. في حالة التأكد، يمكن اتخاذ تعديلات على الجرعات أو ربما يكون من الممكن وصف دواء بديل.
- ننصح بالحذر عند استخدام مخففات الدم، حيث يمكن أن تسبب حتى الإصابات البسيطة في الرأس تكون لها تأثير كبير وتسبب ورمًا دمويًا تحت الجافية.
تواصل معنا عبر الواتساب