الصحة النفسية مثل باقي أعضاء الجسم في أنه قد يتعرض للإجهاد والمرض والحاجة إلى العلاج. لا داعي للخجل من موضوع الصحة النفسية حيث يُعَدُّ الوقاية والعلاج من الأمراض المرتبطة بهذه المسألة مهمًا جدًا.
أصبحت بعض الأمراض النفسية المعروفة مثل القلق، والاكتئاب، والوسواس القهري، والاضطرابات النفسية، والفوبيا وغيرها. لجميع هذه الأمراض يوجد طرق علاج مختلفة، منها العلاجات النفسية، العلاج السلوكي – الذهني والعلاجات بالأدوية وكذلك العلاجات البديلة.
ما مفهوم الصحة النفسية؟
تقتصر الصحة على الجسد بل تشمل العوامل النفسية والاجتماعية، وأيضاً يجب أن يكون للفرد قدرة على التعامل مع ضغوط الحياة والعمل بشكل إيجابي ومثمر، مما يؤدي إلى تحقيق فوائد له ولأفراد محيطه. لذا فإن الصحة النفسية تُعتبر أساسية في صحة المجتمع. بتلقي العلاج اللازم أو التأهيل الاجتماعي، لذلك فإن تحسين نوعية حياة المرضى بالمساعدة في علاج حالات الاكتئاب وتأهيلهم اجتماعيًا يعد مهمًا جدًا لتفادي حالات إصابة بالجلطة القلبية بشكل مفرط. تتلخص المقالة في إشارتها إلى ضرورة علاج وتأهيل المشاكل النفسية.
من أهم المشكلات النفسية:
الاكتئاب
الاكتئاب هو اضطراب نفسي يختلف تمامًا عن حالات الضيق التي يعانيها كل الأشخاص بشكل مؤقت؛ إذ يعدّ الشعور الزمني بالحزن جزءًا طبيعيًا من الحياة. وفي حالة الإكتئاب، فإنّ الشعور بالحزن لا يتناسب مطلقًا مع أي مؤثر خارجي يوقِّفه المرضى.
يقول خبراء الصحة النفسية أن الاكتئاب هو مرض يؤثر بطريقة سلبية على طريقة التفكير والتصرف، ويمكن أن يصيب الذكور والإناث، بغض النظر عن سنهم وظروفهم المختلفة. لا يوجد أي تفاوت بين المستوى التعليمي أو الثقافي أو المادي، حيث يحدث لأي شخص.
الأعراض:
يشعر الأشخاص المصابون بالاكتئاب بعدد من الأعراض، وتختلف أعراض الاكتئاب لدى كبار السن عن اكتئاب صغار السن قليلاً.
- الشعور بالانحطاط النفسي والحزن.
- فقدان الاهتمام بالأنشطة المعتادة.
- يشعرون بأن ما كان يُسعدهم في السابق لم يعد يُسرّهم الآن.
- انخفاض الوزن أو زيادته.
- صعوبة النوم أو الإفراط فيه.
- الشعور بالغضب أو العصبية / الإثارة أو الخمول.
- نوبات البكاء أو العاطفة الشديدة جدًا.
- الإحساس بالإرهاق الشديد وعدم وجود أي طاقة ملموسة.
- يعاني الفرد من صعوبة في التركيز على الأمور المهمة وصعوبة في اتخاذ القرارات.
- التفكير الدائم في الموت أو الانتحار.
- تتزامن أعراض الاكتئاب مع آلام جسدية.
عدم التعرف على الاكتئاب بشكل دقيق لدى كبار السن، وعدم إيلاء الاهتمام اللازم لرعايتهم الصحية يؤديان إلى تفاقم حالاتهم.
أسباب الاكتئاب:
تتعارض العديد من الأسباب لإظهار علامات الاكتئاب، بما في ذلك:
- أسباب عضوية:
وهي عبارة عن تغيرات في بعض كيمياء المخ ومن أهمها مادة السيروتونين ومادة النورادرينالين؛ حيث يعتقد أن لهما دورًا مهمًا في حدوث الاكتئاب عند نقصهما. - أسباب وراثية:
وجد أن هناك عوامل وراثية لظهور الاكتئاب في بعض العائلات؛ حيث إن الدراسات التي أجريت على التوأم أحادي البويضة أظهرت أن إصابة أحد التوأمين بالاكتئاب يرفع نسبة حدوث الاكتئاب في التوأم الآخر إلى 70 %، ويكون عرضة للإصابة بالاكتئاب في مرحلة ما من حياته الشخصية. - أسباب بيئية:
مثل كثرة التعرض للعنف والاعتداء النفسي أو الجسدي، وكذلك كثرة الضغوط الخارجية على الإنسان دون وجود متنفس لها تدعو إلى الشعور بعدم جدوى الحياة، وهي من أهم أسباب الاكتئاب؛ ولكن يجب مراعاة أن الاكتئاب النفسي (على الرغم من كل المسببات السابق ذكرها من الممكن حدوثه لإنسان يعيش حياة عادية قد نعدها مثالية وخالية من المشكلات والضغوط)، فالمسببات تعد نسبية.
ما الذي يجب فعله عند الإحساس بالاكتئاب؟
إذا كانت لديه أعراض الاكتئاب، فمن الضروري أن يحصل على المساعدة، وكلما أسرع في الحصول على العلاج كان التحسن أسرع، فبادر دائمًا بزيارة الطبيب واشرح له ماذا تشعر، واسأله إذا كنت مصابًا فعلًا بالاكتئاب أم لا. قد يقوم الطبيب بإجراء فحوصات عند الحاجة، وقد يقوم أيضًا بمناقشة خيارات العلاج المناسبة معك.
يمكن للدعم الذي يأتي من الأهل والأصدقاء أن يكون مريحًا، حاول أن تجد شخصًا للتحدث معه حول المشكلات التي تواجهها. إذا كان من الصعب عليك التحدث، فحضور وقت ممتع مع العائلة قد يساعد في التغلب على شعور الإحباط.
الوسواس القهري
الاضطراب الوسواسي القهري هو شكل من شكايات القلق، يميزه التفكير في أفكار غير منطقية والخوف من الأشياء التي تؤدي إلى نمط الوسواس القهري.
الأشخاص المصابون باضطراب الوسواس القهري يكونون أحيانًا واعين لحقيقة أن تصرفاتهم الوسواسية هي غير منطقية، ويُحاولون تجاهلها أو تغييرها، لكن هذه المحاولات تزيد من احتدام الضائقة والقلق أكثر.
علاج الوسواس القهري
علاج حالات الوسواس القهري يتضمن عملية شاقة وغير مضمونة للحصول على فعالية ونجاح في كافة الأوقات.
في بعض الأحيان ترد الحاجة إلى علاج يتم استمراره طوال فترة الحياة، ولكن يعتبر علاج الوسواس القهري مفيدًا للمساعدة في التغلب على الأعراض، والتعامل معها، ومنع تأثيراتها على حياة المصاب.
يستخدم عدة علاجات لعلاج اضطراب الوسواس القهري.
يختلف العلاج الأفضل والأنجح لاضطراب الوسواس القهري تبعًا للمريض نفسه، ووضعه الشخصيّ وتفضيلاته، وغالبًا يكون الدمج بين العلاج النفسي والعلاج الدوائي ناجحا جدًّا.
العلاج النفسي لاضطراب الوسواس القهري
تبين أن الطريقة العلاجيّة المسمّاة بالمعالجة المعرفية السلوكية هي الأكثر فعالية في معالجة اضطراب الوسواس القهري بين الأطفال والبالغين على حدٍّ سواء.
العلاج الدوائي للوسواس القهري
يوجد أدوية خاصة للعلاج النفسي التي تساعد في السيطرة على الأفكار المتكررة والسلوكيات القهرية التي تميز اضطراب الوسواس القهري.
يُشترَط عادة البدء في علاج اضطراب الوسواس القهري باستخدام مضادات الاكتئاب، والتي تعدّ فعّالة قد تساعد في التخلّص من هذا النوع من الاضطرابات. وذلك لأن هذه المضادات تزيد من نسبة نقيصة السيرتونين المتواجدة لدي من يُعانون من اضطرابات الوسواس.
يشمل الأدوية المضادة للاكتئاب التي وافقت عليها إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية في علاج اضطرابات الوسواس القهري مجموعة من المستحضرات.
- كلوميبرامين.
- فلوفوكسامين.
- فلوكسيتين.
- باروكستين.
- سيرترالين.
كل الأدوية النفسية تعاني من آثار جانبية ومخاطر صحية قد تظهر.
الاضطرابات الشخصية
يُعتبر الاضطراب الشخصي من الاضطرابات العقلية التي تؤثر على سلوك وأفكار المصاب، مما يسبب صعوبة في التواصل والتفاعل مع المجتمع، مما يؤدي إلى مشكلات في العلاقات الاجتماعية.
في الغالب، يجهل المصابون بالاضطرابات الشخصية أنهم بسلوكاتهم وأفعالهم هم المسؤولون عن ذلك، بينما يعتبرون جميع من حولهم مخطئين، الأمر الذي يجعلهم دائِـــــــــــا في إلقاء اللوْم على الآخرين.
علاج الاضطرابات الشخصية
يستخدم الأساليب التالية في علاج الاضطرابات الشخصية:
العلاج النفسي السلوكي والمعرفي
يهدف العلاج المذكور إلى استخدام أساليب منطقية للتحاور مع المريض، وإيضاح له أن الأفكار التي يحملها هي غير صحيحة. يستخدم هذا العلاج بأساليب طبية مختلفة، بما في ذلك التحادث مع الطبيب والتواصل مع مجموعة من أشخاص يشاركون نفس التحديات النفسية.
العلاج الدوائي
يتطلب بعض الأوقات إدخال الأدوية كجزء من عمليات علاج الاضطرابات الشخصية؛ وجنبًا إلى جنب مع العلاج المعرفي والسلوكي، تبرز بعض هذه الأدوية مثل:
- السيروتونين.
- النورإبينفرين.
- دولوكستين.
- هالوبيريدول.
- الكلوربرومازين.
- فينلافاكسين.
- الكويتيابين.
- أريبيبرازول.
- ريسبيريدون.